|
|
من قصائد راضي عبد الجواد: لأني أعشقُ الأطفالَ، أعبُدُهًم بلا تمييزَ في الألوانِ و المَظهرْ فهُمْ أملي و هُمْ فرحي و هم شمسي التي تشرق على شيخوخة الأحزان في عصري، لأنَّ ملوحة الأحزانِ حينَ تصُبُّ في جرحي تُهيلُ الملحَ في عيني و تسقيني كما تسقي رضيعا مات مقتولاً على ثديينِ قد وُصِلا بجثة أمه الثكلى،
لأنَّ
ملوحة الأحزانِ تدفعني إلى تهشيمِ حسِّ اليأسِ في نفسي، إلى أنْ أنزعَ السكين من رأسي، إلى أنْ أقتلَ الجزّار، لأنني أعشق الأشعارْ خصوصاً شعرَ نيرودا الذي لاكَتْ قصائدَهُ و جثتهُ جنازير الجنود الصُّفْرِ في تشيلي، لأني أعشقُ الفقراءَ لا الأسيادْ و لا أبقى قضيبا في يدِ الجلاّدْ و لا أتملّقُ الجلادْ، و لا أرضى بتكبيلي، لأني لا أرى نفسي سوى نهرا، سوى قلباً يفيضُ عَطاؤُهُ المغري ليغمرَ كوكب الإنسانْ، لأني كلُّ ما قد قلتُ في شعري، أنا إنسان أنا إنسان و حبّي منبعُ الشعرِ0 ...................................................
|
|
|