|
الشاعر
و المسرحي
الراحل سهيل
سليم
ولد في حيفا عام 1938- و كان في العاشرة من عمره عندما شرّدت أمه إلى لبنان على أثر نكبة عام 1948 في فلسطين. و قد اضطر في سن مبكرة للعمل كعامل زراعي في مستوطنات يهودية تبعد 50 ميلاً عن مسقط رأس آبائه في " أم الفحم"، في وقت كانت فيه الحركة من بلدة أو قرية إلى أخرى تتطلّب إذناً من الحكم العسكري الذي ظل مفروضاً على عرب الداخل حتى عام.1966 و نتيجة لوضعه الاقتصادي الصعب لم تتح له الفرصة لإكمال دراسته ، ولكنه في الوقت الذي عمل فيه كعامل زراعي في مستوطنات يهودية، استأنف تعليمه باللغة العبرية في مدرسة ليلية يهودية . وفيما بعد درس المسرح في تل أبيب.
في
سن الثانية و
الثلاثين
تمكّن من رؤية
أمه للمرة
الأولى بعد
تشردها من
فلسطين إلى
لبنان. و قد
أسس مع زملائه
جمعية نسيم
السنديان و
ترأسها إلى
وفاته في
الثاني من
كانون الثاني
عام 1998 عن عمر
يناهز الستين
عاماً قضاهاً
في العمل
الفني و
الأدبي
الملتزم
بالقضايا
الوطنية و
القومية و
الإنسانية.
و
قد برع الأديب
و الفنان في
الشعر و
المسرح. و قد
أصدر ديوانين
شعريين هما "اغتصاب"
و "من صدى
النزيف" و آخر
مخطوطة، و
مخطوطة
مسرحية شعرية
و مخطوطة
مجموعة قصصية
قصيرة. كما
أخرج و مثل في
العديد من
المسرحيات. من أشعاره في ديوان اغتصاب قصيدة: صُمود يا طالباً مَوتي بنارِكَ و الحديدْ أُقتُلْ و دَمِّرْ و اسبِ و افعلْ ما تُريدْ أجسادُنا رَهْنُ الفِداءِ و روحُنا للمَوْتِ سِرنا طائعينَ و لَنْ نَحيدْ إن كُنتَ تبغي قاصِداً تَرحالَنا لا تستطيعُ شهيدُنا تِلْوَ الشهيدْ يَرمي بوجهكَ صاعقاً و مُجَلجِلاً كالرعدِ و أَسمى يرفَعُ المَجْدَ التليدْ لا تَحْسَبَنَّ إذا هَدَمْتَ معالِمي أن ينتهي جذري و أغصاني تَبيدْ و اعلم بِأنّي في الديارِ مُرابطٌ لَمْ أنهزِم بل أرقُبُ النصر العتيدْ
و كذلك من شعره الإنساني في هذا الديوان اليكم قصيدة :
تقاليد ضُحى، عربيَّةٌ هَيفاءُ تبكي لُؤلؤاً جَمْراً تَدَحرَجَ، حَرَّقَ الوجهَ الجميلا قرويَّةٌ سمراءُ يَقطُرُ دَمعُها ماساً أضاءَ بَريقُهُ الشرقَ الأصيلا و فَتِيَّةٌ قمحيةُ اللونِ تُمَرَّغُ في الدماءِ ذَبيحَةً كالشاةِ تَرجو المستحيلا و فَتىً ينادي:أدرِكوها، وَيْحَكُمْ و انقَضَّ يُنقذُها فَاَردوهَ قتيلا و أَتى الرضيعُ يُعالجُ الصدرَ المُخَضَّبَ بالدماءِيَمُجُّ ثَدْيَيْها قليلا فَتَلَقَّفَتْهُ يَدا الجريحةِ، أَطبَقَتْ شَغَفاً عليهِ، تَنَهَّدَتْ، شَهَقَتْ طويلاً و َ غَدَتْ ضَحيَّةَ مَنْ رَمى بالمُحصَناتِ و أَقْبَلَتْ زُمَرُ الُشاةِ يُباركونَ القَتلَ بالقالِ و قيلَ و تَراقَصوا حولَ القتيلةِ مُعلِنينَ بأنَّهم قّصّوا الخبيثَ من السلالةِ، زَغرَدوا أرخوا صَهيلاخَلَعوا القتيلةَ من مكانٍ وَدَّ لَو تبقى تُزَكّيهِ يُخالطُ عِطرُها وَجهَ الترابِ يُضيئُ ماضيها السبيلا قَلَعوا الفتى من إرضِهِ الثَكلى بَكَت لَحِقَتْ به الأرضُ لِتُبقيهِ الخليلا فَشَقَقتُ مِن توّي السبيلَ إلى ضُحى أَسْتَكْشِفُ الأَمرَ أو الذَّنبَ المَهولا فَبَكَتْ كثيراً و استقامت ، أَقْسَمَتْ قالت: وشاةٌ أشعلوا ناراً فَتيلا و َغَدَتْ تُناجي ربَّها، تَشكو لهُ مِن ذَنْبِهِم وَ تَحُثُّهُ التبديلا وَ دَعَتْ: إلهي أنتَ تَعلَمُ أنَّ قَتلانا ضحايا غَدْرِهِم رباهُ إني سوفَ أشهدُ أنهم بُرَءاءُ: حَسبيَ أن تكونَ وكيلا و تَحَرَّكَتْ تَهذي تَجُرُّ ذيولَها حُزناً و تُرخي في الفضاءِ عَويلا
******** 8-4-1992 |
|