|
من قصائد راضي عبد الجواد لَوْلا وَجْهُكِ
لو أنّي عشت و لم أرَكِ ما كنت لأدركَ في يومٍ سرََّ العفويةِ في النهرِ لو أنكِ لم تتهادَيْ نحوي مثلَ غزالِ يسبحُ يجري ما كنتُ لأدركَ في يومِ أسرارَ الطاعةِ و الأمرِ ، أسرارَ خضوعِ مياهِ الجدولِ طائعةً لأوامرَ زنبقةٍ لا تنبسُ حتى بالأمرِ لو أنّ زِمامِيَ لم تُرْهَنْ في قبضةِ قلبِكِ ، في الثّغرِ ************************ ماكنتُ لأدركَ ما الحبُّ لو أنَّ طيوراً مجنونةْ في يومِ رحيلِ رفيقتِها نَصَبَتْ مِشنقةً و انتحرتْ ما كنتُ لأدركَ ما السرُّ لو أنّ عيونَكِ لم تَسحقْ فولاذَ القلبِ كدوريٍّ سَحَقَتْهٌ سلاسلُ دَبابةْ ************* ما كنتُ لأدركَ ما الدفءٌ لو أنَّ ظلالَكِ لم تَسطعْ في شمسِ القلبِ و تشعلُها لو أن ّقليلًا من شَعرِكِ لم يسبحْ في نهرِ جبينِيِ كالزّورقْ ***************** ما كنتٌ لأدركَ كيفَ يصيرُ البُرْعُمُ تفاحاً في ثورةِ خدٍّ طِفليّ ٍ لو أنَّ الخالقَ لم يُنبِتْ برقوقَ الشّامِ على شَفَتَيْكِ كعكةِ عيد لم يُنضِجْ أصغرَ مُشمشةٍ في أنفِكِ تُزهِرُ، تأتَلِقُ لو أنَّ الخالقَ لم يَعجنْ بالعطرِ الشفّةَ الورديةْ لو أنّ الخالقَ لم يَخْبِزْ في فُرْنِهِ وجهَكِ مُتََّئِداً ، لم يبعثْكِ إلَيَّ هديّةْ ****************** لولا الموناليزا كيفَ سَأُدْرِكُ أن ّدافينشي كانَ مُجِدّاً لولا وجهُكِ كيفَ سأدركُ أنّ الَله جميلٌ جدّاً وجهُكِ هذا وجهُ مسيحٍ هالةُ نورٍ تغمرُ مريمْ جسمُكِ هذا كفُّ مسيحٍ نامي فوقَ الجرحِ كَمَرْهَمْ هذا زمنٌ شُدَّ لِجامُ حصانِيَ فيهِ هذا زمنٌ أخلعُ فيهِ جلودَ الثورةِ فاغتَنِميهِ فامتشقيني أغمدْ سيفاً حيثُ أَرَدْتِ و افترشيني أفرشْ ريشاً حيثُ وَطِئْتِ ********************** هاتي كلَّ هواجسَ قلبِكِ أمراً أمراً قولي : "ألِفاً" تَجِدي " الياءَ " تُطأطئُ رأساً قولي: " لَبَناً " تَجِدي لَبَنَ البلبلِ يُحْلَبُ قولي : " كأسا "ً تَجِدي القلبَ عصيراً يُسْكَبُ يا سيدةَ الكونِ المُطْلَقْ قولي ما شِئْتِ لكِ الأمرُ فَكَذا أمرُكِ فِعْلُ مشيئةْ فانتهزي وَسَنَ البركانِ ومَوءتَ شِواظِ الثورةِ فِيَّ و انتهزي لحظاتِ الكبوةِ أخشى الصحوةَ، أخشى الثورةَ أنْ تَحْرِمَني مِنْ فِرْدَوْسِكِ إنْ أصبَحْتُ عليكِ عَصِيّاً ********************************** يا سيدةَ الكونِ المُطْلَقْ كلُّ جِنانِ الأرضِ سِواكِ جَهَنَّمْ إلاّ سجنُكِ يبقى الجنةْ فاعتقليني أعشقُ سِجْنَكِ، أرغبُ فيهِ بألاّ أُعْتَقْ !!!!!!! - - -- -- - - - - -
---------------------------------------------
|
|