|
:من قصائده في ديوان أغاني الشمس و الزيتون للشاعر راضي عبد الجواد الصادر عام 1981 من قبلِ ثانيةً فقط
من قَبْلِ ثانيةٍ فقطْ و المدفعُ الجنونُ بينَ أصابعِهْ قد كانَ يُدْفئُ راحَته كشريكة العمرِ التي ظلّت هناكْ في كوخِهِ الزنكيِّ تبتلعُ الألمْ و الدمعَ و الأمراضَ من صحنِ الغذاءْ طفلاهُ كانا نَوْرَسَيْنْ قد أوهنَ الجوعُ المرضْ قلبيهِما الغضّينِِِ في جسميهما فتضوّرا و تعذّبا ثم استكانا للألمْ من قبل ثانية فقط والمدفعُ المسعورُ ينفُثُ نارَهٌ قد قال لي: أنا لا أحب الموتَ حتى للبقرْ أنا لا أحبُّ سوى البشر و حبيبتي المُلقاةَ في بحر الشقاءْ و عيون طفليَّ المليئة بالغضبْ و العيشَ في وطنٍ طليقْ لكنهُ ما كادَ يُكْمِلُ حرفهُ حتى تجمّدَ صامتاً و المدفعُ المجنونُ بينَ أصابِعِهْ و البسمةُ العذراءُ تُضْحِكُ وجهَهُ مع أنه قد كان يسبحُ صامتاً في بحرِ دمٍّ منفجر 30-11-1980
|
|