صدام
حسين.. المصير المجهول الوقت 15:40:0 التاريخ 21/12/2003
واجه
الرئيس المخلوع صدام حسين مطاردة أكبر قوة
عظمى في التاريخ تمتلك أجهزة تعقب متطورة
ومتعاونين ومليارات من الدولارات. وبعد أكثر
من 8 أشهر من ملاحقته اعتقل صدام من قبل قوات
الاحتلال الأميركية تاركاً وراءه عراقاً بلا
سيادة شرعية.
وباعتقاله طويت صفحة مهمة من تاريخ العراق
شملت أحداثا سمع بها القاصي والداني واهتم
بمجرياتها الغرب قبل الشرق.
ولد الرئيس العراقي يوم 28 أبريل/ نيسان عام 1937
في عائلة سنية فقيرة قرب مدينة تكريت. تأثر في
شبابه بأفكار وكتابات المفكرين القوميين
وبالأخص البعثيين وعلى رأسهم ميشيل عفلق، وشهد
العام 1956 انتمائه لحزب البعث.
وشيئا فشيئا ارتقى صدام تدريجيا إلى قمة الهرم
السياسي حتى أصبح رئيسا للبلاد في العام 1979
خلفا للفريق أحمد حسن البكر، وصار يحكم العراق
بيد من حديد، فعمّت مهابته وانتشرت في بلده
والمنطقة.
وكان الرئيس العراقي اعتقل مساء الثالث عشر من
الشهر الحالي على يد قوات الاحتلال الأميركية
في مزرعة قرب مدينة تكريت مسقط رأسه. وفي الوقت
الذي أوحى به الاحتلال بسهولة سقوط الرجل الذي
كان يوجه من مخبئه رسائل صوتية تحض على
المقاومة، شكك الكثيرون بمصداقية الرواية
الأميركية باستسلام صدام لهم دون أية مقاومة
تذكر.
ويرى الكثيرون في أن الصورة المهينة التي
أخرجتها قوات الاحتلال لصدام بعد اعتقاله جرحت
مشاعر الملايين في العالم العربي والإسلامي،
وكأنه أريد بها أيضا مخاطبة أصناف شتى من
المتلقين لتثير في كل منهم مشاعر خاصة.
وتشير مصادر غير مؤكدة إلى احتمال أن يواجه
الرئيس المخلوع محاكمة أمام محكمة جرائم حرب
عراقية قام المجلس الانتقالي بتشكيلها، في وقت
علت فيه الأصوات المطالبة بمحاكمته في محكمة
مستقلة ذات مصداقية.
إلا أنه ما يزال محتجزا لدى قوات الاحتلال
الأميركية لا يعرف مصيره.
فهل هناك أية مصداقية في وقائع حادث اعتقال
صدام حسين؟ أم أن هناك حقائق خافية لم تعلن
عنها القوات المحتلة؟ هل صحيح أن صدام كان عقبة
رئيسية في سبيل تحول العراق إلى السلام
والديمقراطية؟ وهل يعزز اعتقاله توجه
العراقيين نحو الحرية ونيل السيادة والسلطة؟
هل سيخضع صدام لمحاكمة عادلة؟ وهل من مصلحة
الولايات المتحدة أن يحصل صدام على مثل هذه
المحاكمة؟
Back to Top